:

"لا تعقِّدني بنصائِحِك!

ألا ترى من حولي؟!

كل صديق لي عِـنـدهُ صاحبة أو اثنتين أو ثلاث من الجميلات، فلماذا أُطالَبُ أنا فقط بالالتزام بالدِّين؟!

الدّين " على عيني و راسي " و لكنِّي لازلت صغيراً، دعني أستمتع بشبابي!

لديَّ متّسع من الوقت!

عندما أكبر سأذهب للحج أو العمرة و أتوب، و عندها لن يبقى من ذنوبي شيء، فالتوبة تجبُّ ما قبلها، أليس كذلك؟"

في اليوم التالي تنشر الصحف نبأ مقتـل شاب في العشرينات من عمره في حادث مروري مروّع، حيث صدمت سيارتَه سيّارةٌ يقودُها سائق مخمور!

مات الشابّ في مكان الحادث!

لقد كان هو!

نعم!

إنّه صاحبنا!

لم يمهله الأجل، فمات شابّاً في العشرينات!

مات قبل أن يتوب!

مات قبل أن يكبَر!

لم تنجح خطته في تأجيل التوبة!

ما مصيرُه الآن؟!

الله أعلم!

خَطَّ النّبي - صلى الله عليه وسلم – خَـطَّـاً مُربَّعا وخَطَّ خَـطَّـاً في الوسط خارجاً مِنه وخطَّ خططاً صغاراً إلى هذا الّذي في الوَسط من جانِبِه الّذي في الوَسط وقال : "هذا الإنسانُ وهذا أجَـلُه محيطٌ بهِ - أو قد أحاطَ بِه - وهذا الذي هو خارجٌ أملُهُ ، وهذه الخطط الصِّغارُ الأعراضُ فإن أخطأَه هذا نهشَه هذا ، وإن أخطأهُ هذا نَهشَهُ هذا" (رواه البخاري)

فهل أغراك طول الأمل بتأجيل التوبة؟!

هل تضمن أن تعيش طويلاً؟

هَـلا بادرت بتوبة صادقة قبل الموت؟!