قلب المرأة الشاكر ... وقلب المرأة اللاعن ..وقلب المرأة المستفز
بعض النساء تخرج الكلمات من شفاههن كقطرات الندى .. وهناك نساء تنطلق الكلمات من أفواههن كالقذائف الموجهة أو الطائشة .
وفئة ثالثة من النساء تخرج كلماتها ممزوجة بالسم الزعاف .. فبماذا نعلل هذا التباين بين امرأة وامرأة ؟ !!
أن المسالة ببساطة أن هناك امرأة لها قلب شاكر وامرأة لها قلب لاعن !! امرأة تستكثر القليل من النعم وامرأة لا يشبع لها نهم , ولا تروى لها غلة .
امرأة كالشجرة الظليلة ذات الفاكهة والعبق , وامرأة كشجرة الصفصاف لا ظل لها ولا ثمر !! امرأة تنشر السعادة والبشاشة على من حولها , وامرأة تحجب النور والنسيم عمن حولها , امرأة ذات قلب ناصح وامرأة ذات قلب مشوب .. وتتضح الفروق بين امرأة وامرأة في الحياة الزوجية .
ولكن الملاحظ أن المرأة الشاكرة عملة نادرة .. لان الشكر مرتبة إنسانية رفيعة لا يصل إليها الا القليل من الناس وحتى هذا القليل , فإن الشكر عنده درجات .. أي ليس هناك شكر كامل أو شكر بلغ القمة , والشكر ليس كلمات تقال باللسان وانما هو رضى ينبسط في القلب ويفيض على الجوارح .
وقد وصف الله سبحانه وتعالى الشاكرين بأنهم قلة , فقال في كتابه العزيز : [ وقليل من عبادي الشكور ] فماذا تفعل المرأة ذات القلب الشاكر ؟ وكيف نميزها من بين النساء ؟!
إننا نلمح من خلال تعبيرات سلوك زوجها ما إذا كان يعيش في بيت هادئ أو بيت صاخب .. مع امرأة شاكرة أو مع امرأة لاعنة . مع قلب يحب أو قلب يكره ؟ مع لسان عذب , أو مع لسان مر ؟
إن الرجل الذي منحه الله زوجة شاكرة لا يمد عينه إلى اكثر مما يطبق دخله .. ولا يحس بالضغط العصبي ولا الإرهاق النفسي الذي يحسه أزواج النساء اللاعنات , يخرج إلى عمله هادئ النفس تشيع السكينة في جوانب صدره ولا تلاحقه الهموم في غدوه ورواحه , وحين يعود إلى بيته لا يجد في انتظاره قافلة من المشكلات لماذا ؟ لان امرأته فطمت قلبها من الأطماع , فشب على القناعة ونما على الرضى أصبحت الدنيا بزخرفها ومتاعها هي ما تعيشه في بيتها فلا يعنيها ما تجلبه الأخريات إلى بيوتهن من سلع وبضائع ولا ما يتجملن به من حلى .
وانما يعينها أن يكون زوجها قرير العين مقبلا عليها يرى فيها كل نساء العالم لأنها وفرت له السكينة والراحة وهدوء الأعصاب ووداعة الحياة , كما أنها جعلت من البيت واحة يجد فيها الزوج الأنس والبهجة بجوار امرأة شكور ودور تثنى على كل ما يقدمه لها مهما كان ضئيلا ً وتشعره بأنه جلب لها الدنيا بحذافيرها , فهو موفر لها كل ما تتمنها وأيضا ً محترم حياته الزوجية فهو الظل الذي يضللها من أي حرارة تحس بها فهو لها الأخ والحبيب والأب , مراعاته لها في مرضها وحزنها وفرحها , وفى كل مناسبة يخرج معها في أيام العطل ويمرضها مثل ما هي تمرضه في حالة المرض .
أما المرأة اللاعنة فإنها رفيقة الهموم وليست رفيقة زوجها لسانها ينضح دائما ً بالسخط ويقطر بالتبرم ويتلوى بالسباب ولا يخرج من قلبها الا الخواطر المتعفنة تماما ً كالهواء الفاسد , كيف نلومها زوجها بعيدا ًعنها يعتبر البيت للمنام ولتبديل الملابس فقط وإذا تواجد في البيت ً جلس فيه على أهبة العراك .. يصك مسامع الجيران بكلماته الغضبى ويلقى بنفسه في أتون الحماقة والغيط واللاعن .. بالرغم من انه قد يكون هادئ الطبع رقيق الشعور مع أهله وأصدقائه ورفاق السوء الذين يسهر معهم كل ليلة إلى الفجر دون احترام الحياة الزوجية , فهي وحيدة بين أربعة جدران لا يعرف عنها متى أكلت أو مرضت أو محتاجة إلى شئ مهم مثل الذهاب إلى الطبيب أو شراء ما يلزم البيت , وردهات المحاكم الشريعة شهادة على التفكك الأسرى وضياع الأولاد والعجب لا رحمة من قضاة الشرع في حق المرأة .
ولكن المرأة المستفزة بانفعالاتها التي لا تتوقف وبإعلانها عدم الرضا عن أي شئ تثير في الرجل أو تخلق فيه أحاسيس الغضب فتحوله من عصفور وديع إلى أسد جسور وتطمس في قلبه كل معاني الرافة والرحمة والمودة , ولعل أقسى ما يؤلم الرجل أن تقابل امرأته وفاءه بالجحود ولينه بالقسوة ومعاملته الطيبة بالشراسة وأدبه الجم بالثورة والانفعال , لذلك نرى رجالا ونساء ً كثيرون يموتون بالسكتة وآخرين يصابون بالذبحة أو يمرضون بالسكر أو ارتفاع ضغط الدم وما اكثر ضحايا النساء القاسيات والرجال الهاربين من المسؤولية ..
الروابط المفضلة