بسم الله الرحمن الرحيم ؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
:
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ...
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آل وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ..
:
:
مُسِّيتم / صُبِّحتم بالفأل الجميل ،
كيف قلوبكم ؟
وهل لكم في جنّة الدنيا نصيب ؟
:
:
:
ذات مساء ضمن حوار بالرسائل النصيِّة القصيرة ..
مع إحدى الأخوات في الله - الله يحفظها ويبارك فيها وفي أهلها -
أرسلت لها - مترددة وجلة - :
( كيف أصدق مع الله ؟ )
:
فكانت إجابتها :
( إذا صدقت مع نفسك
ستصدق مع الله ..
فالقصد واحد والسبل مبنية على بعضها .. )
:
فأرسلتُ وكأنِّي لم أفهم - وقد كنت كذلك - :
( وكيف أصدق مع نفسي ؟ )
:
فأجابت :
( أتعلمين ما هو الصدق ؟؟
إن أدركتي معناه بأقل تعبير
[لغة] ستعلمين كيف ... )
:
:
7
7
بصراحة أفزعني سؤالها/رسالتها كثيراً ..
شعرت بأنّي تلقيت صفعة قويِّة !!
:
أفقت ..
وأسرعت أبحث عن معنى الصدق في الشبكة و وجدت :
[ فإن الصدق هو مطابقة الحكم للواقع، وهذا التعريف عام ويعرف أيضا بالإخبار على وفق ما في الواقع، وهذا التعريف أخص من التعريف الأول، ففي كتاب التعريفات للجرجاني: الصدق مطابقة الحكم للواقع.
ففي الترمذي عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا.... إلى آخر الحديث، وهو صحيح.
قال في تحفة الأحوذي عند شرح هذا الحديث: أي الزموا الصدق وهو الإخبار على وفق ما في الواقع، فإن الصدق على وجه ملازمته ومداومته يهدي أي صاحبه إلى البر بكسر الموحدة أصله التوسع في فعل الخير، وهو اسم جامع للخيرات من اكتساب الحسنات واجتناب السيئات، ويطلق على العمل الخالص الدائم المستمر معه إلى الموت، وإن البر يهدي إلى الجنة. قال ابن بطال: مصداقه في كتاب الله تعالى: إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ {الانفطار:13} وما يزال الرجل يصدق أي في قوله وفعله ويتحرى الصدق أي يبالغ ويجتهد فيه حتى يكتب أي يثبت عند الله صديقا بكسر الصاد وتشديد الدال أي مبالغا في الصدق. انتهى. ]
:
ثمّ أردت المزيد :
[ فالصدق هو قول الحق وفعل الحق، فيكون في الأقوال والأفعال، وهو ضد الكذب والفجور، قال النووي: الصدق هو الإخبار على وفق ما في الواقع، ولا يزال الرجل يصدق أي في قوله وفعله حتى يكتب عند الله صديقا. ويجب على المسلم أن يكون صادقاً متصفا بالصدق مع ربه ومع نفسه ومع غيره من عباد الله، وقد ورد في فضله قوله صلى الله عليه وسلم: إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقاً. وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً. متفق عليه. ]
:
و أكملت القراءة ، فوجدت حديثاً عن ضدِّ الصدق .. فقرأت ،
ونعرف أن الشيء يبين أكثر بمعرفة ضدّه :
[ فإن الله تعالى ذكر الكذب في محكم كتابه في نحو مائتي آية، كلها إما على سبيل الذم، وإما على سبيل تبيان سوء عاقبة الفاعل.
والكذب هو الإخبار بالشيء بخلاف ما هو عليه على وجه العلم والتعمد. وهو كبيرة تجر صاحبها -والعياذ بالله- إلى النار، كما في الحديث المتفق عليه : " إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ." ويؤدي إلى اللعن والطرد من رحمة الله قال تعالى: ( قتل الخراصون ) أي لعن الكذابون، وقال (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب) وهو من خصال أهل النفاق، كما جاء في صحيح مسلم : " آية المنافق ثلاث وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان ."
وبالجملة فإن الكذب محرم.. وهو على عدة أقسام: منه الكذب على الله ورسوله، وهذا متعاطيه مقعده محجوز له في النار، كما في الحديث المتواتر : " من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ." ومنه الكذب على الناس كي يضحكهم أو يجلب أنظارهم إليه ونحو ذلك، ومنه أن يقول: رأيت في منامي كذا وهو كاذب، وهذا قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري : " من تحلم بحلم لم يره، كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل ." والحديث عن الكذب يطول، ولم يرخص في شيء منه إلا في مواطن ثلاث: في الحرب، وإصلاح ذات البين، وحديث الرجل إلى امرأته، وحديث المرأة إلى زوجها، كما في زيادة مسلم في حديث أم كلثوم حيث روى عنها أنها قالت: ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقوله الناس إلا في ثلاث: تعني: الحرب والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها.
نرجو الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من عباده الصادقين، فإن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة. ]
:
:
و لمّا لم أكن قد ارتويت بعد !
فأمثالي من البشر .. -شفاهم الله وعافاكم-
المهم ذلك الشيء .. : (
طيِّب استمروا معي ..
لقد استمرّيت في البحث تلك الليلة حتى وقعت على فتوى للشيخ المنجّد في موقعه ..
قرّت عيني بها ، أقرّ الله عين الشيخ وبارك فيه وفي صحب السؤال ..
وهاكم السؤال وإجابته :
:
معنى "الصدق مع الله" وكيف يحققه المسلم ؟
السؤال : للعبادة أركان ثلاثة ، أحدها : " الصدق مع الله " ، فكيف يكون الصدق مع الله ؟ إني أتطلع للمعالي ، وأريد أن ألِمَّ بأكبر قدر من العلم الشرعي ، وأريد أن أكون داعية ، وقد رزقني الله مواهب عديدة تحتاجها الدعوة ، ونشر العلم ، وأريد أن أقوى على القيام ، والصيام ، قد أتممت حفظ كتاب الله ، والآن في طريقي لأثبِّت حفظي ، وأتقن التلاوة ، وأتعلم العلم الشرعي ، وعندي مشاريع ، وأفكار عدة لخدمة كتاب الله ، ونصرة الدين ، ولكن خطواتي بطيئة ؛ لتعدد المهام ، وكثرة العوائق ، خاصة من الأهل والمجتمع الذي حولي - وكم أعاني منهم - ولضعف بنيتي الصحية ، وعدم قدرتي على بذل مجهود كبير ، وإن بذلت : جلست أياما لا أستطيع أن أحرك شيئاً ، إني دائما أضع جدولا لجميع المهام ، وأحاول أن أسير عليه ، ولكني لا أقدر بسبب الظروف المتغيرة ، إني أعيش وحدي ، لا أجد أختاً تشاركني أهدافي ، ولا قائداً يمسك بي ويتابعني لأحقق طموحاتي ، أبحث كثيراً ، ولكن لا أجد ، لا أعلم ما سبب تباطئي خطواتي ، أهو الصدق مع الله هذا الركن الذي قد أكون لم أحققه بعد أم ماذا ؟ يحزنني كثيراً ، ويؤلمني ، تأخري في الوصول لأهدافي ، فإن كان ثم نصيحة : فلا تبخلوا بها عليَّ فإني بأمس الحاجة .
الجواب :
الحمد لله
أولاً:
" الصدق مع الله " أجل أنواع الصدق ، ويكون المسلم صادقاً مع ربِّه تعالى إذا حقَّق الصدق في جوانب ثلاثة : الإيمان والاعتقاد الحسَن ، والطاعات ، والأخلاق ، فليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ، والصادق فيه هو من حققه على الوجه الذي أراده منه ربه تعالى ، ومنه الصدق في اليقين ، والصدق في النية ، والصدق في الخوف منه تعالى ، وليس كل من عمل طاعة يكون صادقا حتى يكون ظاهره وباطنه على الوجه الذي يحبه الله تعالى .
وقد بَينَّ الله تعالى الصادقين في آية واحدة ، وهي قوله عز وجل : (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَة وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْس)ِ ثم قال سبحانه بعد هذه الأوصاف كلها: (أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) البقرة/ 177 .
قال ابن كثير رحمه الله :
اشتملت هذه الآية الكريمة على جُمَل عظيمة ، وقواعد عميمة ، وعقيدة مستقيمة ." تفسير ابن كثير " ( 1 / 485 ) .
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :
( أُولَئِكَ ) أي : المتصفون بما ذُكر من العقائد الحسنة ، والأعمال التي هي آثار الإيمان ، وبرهانه ونوره ، والأخلاق التي هي جمال الإنسان وحقيقة الإنسانية : فأولئك هم ( الَّذِينَ صَدَقُوا ) في إيمانهم ؛ لأن أعمالهم صدَّقت إيمانهم ، ( وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) لأنهم تركوا المحظور ، وفعلوا المأمور ؛ لأن هذه الأمور مشتملة على كل خصال الخير ، تضمناً ، ولزوماً ؛ لأن الوفاء بالعهد يدخل فيه الدين كله ، ولأن العبادات المنصوص عليها في هذه الآية : أكبر العبادات ، ومن قام بها : كان بما سواها أقوم ، فهؤلاء هم الأبرار ، الصادقون ، المتقون ." تفسير السعدي " ( ص 83 ) .
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
ومن فوائد الآية : أن ما ذُكر هو حقيقة الصدق مع الله ، ومع الخلق ؛ لقوله تعالى : ( أولئك الذين صدقوا ) ؛ فصِدْقهم مع الله : حيث قاموا بهذه الاعتقادات النافعة : الإيمان بالله ، واليوم الآخر ، والملائكة ، والكتاب ، والنبيين ، وأنهم أقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، وبذلوا المحبوب في هذه الجهات ، وأما صدقهم مع الخلق : يدخل في قوله تعالى : ( والموفون بعهدهم إذا عاهدوا ) ، وهذا من علامات الصدق ، ولهذا قال تعالى : ( أولئك الذين صدقوا ) فصدقوا في اعتقاداتهم ، وفي معاملاتهم مع الله ، ومع الخلق ." تفسير سورة البقرة " ( 2 / 293 ، 294 ) .
ثانياً:
اعلمي أختي السائلة : أن الصدق مع الله تعالى ليس شيئاً نتجمل به ، ونقنع به أنفسنا وندع العمل ، بل الصدق مع الله يكون في النية ، ويكون في العمل إذا قمنا به ، وتيسرت أسبابه ، والصادق مع ربه تعالى يبلغ بصدق نيته ما يبلغ العامل إن تعذر عليه القيام بالعمل .
فعن سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ ) . رواه مسلم ( 1909 ) .
قال ابن القيم رحمه الله :
ليس للعبد شيء أنفع من صدقه ربَّه في جميع أموره ، مع صدق العزيمة ، فيصدقه في عزمه ، وفي فعله ، قال تعالى : ( فإذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا الله لَكَانَ خَيْراً لَهُم ) فسعادته في صدق العزيمة ، وصدق الفعل ، فصدق العزيمة : جمعها ، وجزمها ، وعدم التردد فيها ، بل تكون عزيمة ، لا يشوبها تردد ، ولا تلوُّم ، فإذا صدقت عزيمته : بقي عليه صدق الفعل ، وهو استفراغ الوسع ، وبذل الجهد فيه ، وأن لا يتخلف عنه بشيء من ظاهره ، وباطنه ، فعزيمة القصد تمنعه من ضعف الإرادة والهمة ، وصدق الفعل يمنعه من الكسل ، والفتور ، ومَن صدَق الله في جميع أموره : صنع الله له فوق ما يصنع لغيره ، وهذا الصدق معنى يلتئم من صحة الإخلاص ، وصدق التوكل ، فأصدَقُ الناس : مَن صح إخلاصُه ، وتوكله . " الفوائد " ( ص 186 ، 187 ) .
ثالثاً :
قد يحتار المسلم بم يبدأ ؟ وكيف يرتب أمره في يومه وليلته ؟ وهذا لا ينبغي أن يكون عائقاً أمام القاصد لفعل الخير ، من طلب العلم ، أو الدعوة إلى الله ، فمثل تلك الفوضى يمكن للمسلم أن يتخلص منها بترتيب ساعات يومه ، فيجعل الجزء الأول من نهاره لحفظ القرآن ، ويرتب باقي يومه بين طلب العلم عن طريق الأشرطة ، وقراءة الكتب ، وحضور مجالس العلم ، وبين أداء الواجبات التي في ذمته ، زوجاً كان أو زوجة ، عاملاً كان أو متفرغاً .
والذي ننصحكِ به أختنا السائلة : أن تبدئي ولا تؤجلي ، وأن تصدقي في النية حتى ييسر الله لك أموركِ .
ولمزيد الفائدة انظري جواب السؤال رقم (105308) .
ونسأل الله أن يعينك على طاعته ، وأن يوفقك ، ويسددك .
والله أعلم
* الإسلام سؤال وجواب
:
:
بصراحة فرحت جداً بالسؤال وإجابته .. وأتاني على جراح !
وتبعت الرابط الذي ضمنه الشيخ في جوابه ، وكان فيه :
:
:
متزوج ، وله مواهب متعددة ، ويعاني من التخبط والفوضوية .
مشكلتي أنني لا أعرف ما هي مشكلتي بالضبط !!!! أنا شاب قاربت الثلاثين من العمر ، متزوج ولدي بنت واحدة - ولله الحمد – المشكلة هي أنني شخص فوضوي لأبعد حدٍّ ، متخبط جدّاً ، والمشكلة أني - ولله الحمد - متعدد المواهب ، فأنا شاعر ، وقاص ، ومبدع في التأليف ، والإخراج المسرحي والتلفزيوني ، وبارع في مجال الأدب والشعر ، وفي مجال التاريخ ، وكذلك الثقافة العامة ، وفهم الواقع ، سريع الحفظ ، قوي الذاكرة , ومع ذلك فقد كنت مهملاً جدّاً في دراستي ، مع العلم أني كنت أستطيع التفوق ولكن ! أعشق النوم والكسل ، نادراً ما أنجز شيئاً ، أحيانا طموحاتي تتجاوز حدود الخيال ، فأنا أريد أن أكون كل شيء ، فعندما أجد كتاباً في التاريخ - مثلاً - : أجزم أني سأكون مؤرخاً كالطبري ، وعندما أشاهد عالِماً في التلفاز - مثلا - ويعجبني : أقرر بعدها أن أكون طالب علم يشار إليه بالبنان ، وبعد فترة أطالع قصيدة فأقول : سأكون شاعر الأمة الكبير ، وهكذا تجدني في اليوم الواحد أقرر أن أكون أعظم رجل في العالم ، وأصل إلى كل شي ، وأكون ، وأكون ، والعجيب أني أحياناً أرسم ، وأضع خططاً وبرامج وأنا مبدع في ذلك ، ولكنها حبر على ورق ، مع يقيني أني لو عملت ربع هذه الخطط لأصبحت أفضل بكثير مما أنا عليه الآن ، والأغرب من كل هذا أني متميز في مجال التربية ، والشباب ، والمراكز الصيفية ، ولا يستطيع أحد أن يجاريني ، فالأسرة التي أكون أنا رئيسها في المركز : تكون الأولى في كل شيء ، ولكني لم أستطع أن أربي نفسي . أغراضي وملابسي دائما في فوضى ، كل شي بعدي يكون فوضويّاً ، لا أعرف الترتيب ، ولا النظام ، أحس أن الأشخاص المنظمين أناس لا يستمتعون في حياتهم ، أحسهم كـ " الربورتات " التي تؤدي مهامها فقط . أنا كثير الأحلام والخيال ، أما في الواقع : فلا شيء ، بصراحة وأنا الآن عاطل ، تركت الجامعة بعد سنوات طويلة ، فأنا متخرج من الثانوية قبل عشر سنوات تقريبا ، دخلت الجامعة وتنقلت بين عدة أقسام فيها ... وفي مجال الأعمال الخيرية والتطوعية كنت الأبرز من بين الشباب ، وإذا استلمت عمل : أُبدع فيه ، ولكن سرعان ما أتركه حتى عُرف عني هذا الأمر ، وأصبحت لا أُكلف بشي ، مع علمهم أنني أفضل من يقوم بأي أمر . عمري يقارب الثلاثين ، ولا يوجد لديَّ دخل ، مع أني متزوج ، ولم أتعظ ، ولكني متضايق جدّاً من حالتي المزرية ، وأنا جاد في البحث عن الحل . والله المستعان .
الحمد لله
نسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحب ويرضى ، ونسأله تعالى أن ييسر أمرك ، ويفرِّج كربك ، ورسالتك تحمل في طياتها شعوراً صادقاً للبحث عن حلٍّ لما تعيشه من اضطرابٍ في التفكير ، وخلل في التصور للأهداف الحياتية ، ولذا فسنحاول جهدنا الوصول بك إلى برِّ الأمان ، ونرجو أن تتعاون معنا بتحقيق ما نقوله لك في واقع العمل ، بعد أن تقرأه في واقع النظر .
1. إذا كنتَ مضطرباً في تحديد الهدف لحياتك فترى نفسك متنقلاً من مهنة إلى أخرى ، ومن عملٍ لآخر ، ومن موهبة لأختها : فلا ينبغي لك أن تتجاهل الغاية التي من أجلها خُلقت ، بل خلق الإنس والجن من أجلها ، وهي توحيد الله وعبادته ، قال تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) الذاريات/ 56 ، ومعرفتك لغاية واحدة خُلقت لأجلها ، وسيرك في هذه الحياة الدنيا من أجل تحقيقها هو أيضاً عامل مساعد قوي في حل مشكلتك ، فإن نسيت أو غفلت أو ضيعتك هموم الدنيا فإياك أن تغفل عن غاية خلقك ، واعمل جاهداً لتحقيقها ، وسترى السعادة في الدنيا قبل الآخرة .
قال الله تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل/ 97 . قال ابن القيم – رحمه الله - : وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدَّس الله روحه - يقول : إن في الدنيا جنَّة مَن لم يدخلها : لا يدخل جنة الآخرة .
وقال لي مرة : ما يصنع أعدائي بي ؟ أنا جنَّتي وبستاني في صدري ، إن رحتُ فهي معي لا تفارقني ، إن حبسي خلوة ، وقتلي شهادة ، وإخراجي من بلدي سياحة . " الوابل الصيب " ( ص 67 ) .
ونقل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن غيره في " مجموع الفتاوى " ( 10 / 647 ) قوله : لقدْ كنت في حال أقول فيها : إن كان أهل الجنة في الجنة في مثل هذا الحال : إنهم لفي عيش طيب . انتهى
2. ونرى أن عندك جوانب إيجابية ينبغي لك استثمارها ، وجوانب سلبية ينبغي لك التخلص منها
ومن الجوانب الإيجابية عندك :
أ. أنك متعدد المواهب ، فمثلك لا يجد صعوبة في الاستقرار على شيء ، والإبداع فيه .
ب. أنك سريع الحفظ ، وقوي الذاكرة ، وهاتان الميزتان لم تُذكرا إلا في تراجم قليلة من أهل العلم والأدب والإبداع ، فتستطيع أن تملأ صدرك بكتاب الله تعالى ، وتستطيع أن تطلب العلم الشرعي فتكون من الحاملين لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، والذابين عنه وعن دينه .
ج. أنك تملك طموحاً قويّاً ، وهذا يعني قوة الشخصية ، وقوة الإرادة .
د. تميزك في جانب الدعوة إلى الله ، وحفظ القرآن ، والقيام بالأعمال الخيرية ، وهذا يمكنك استثماره في تحقيق هدفك في الحياة ؛ لأن مثلك وقف على جوانب من الشرع من الآيات والأحاديث .
وأما الجوانب السلبية التي ينبغي لك التخلص منها فوراً ، ودون تردد :
أ. عشقك للنوم والكسل ، وهذا أمرٌ محزن أن يكون من مثلك ، فأنت مفعم بالحيوية والطاقة ، وتملك مواهب متعددة ، وعندك طموح قوي ، وكل ذلك لا يتناسب مع الكسل والنوم ، وقد ذم الأطباء والعلماء والعقلاء كثرة النوم ، وجعلوها في سلسلة الأمراض التي تقتل الهمة والعمل وتمرض البدن .
قال الفضيل بن عياض - رحمه الله - : خصلتان تقسيان القلب : كثرة النوم ، وكثرة الأكل .
وقال ابن القيم - رحمه الله - : وأما مفسدات القلب الخمسة : فهي التي أشار إليها : من كثرة الخلطة ، والتمني ، والتعلق بغير الله ، والشبع ، والمنام ، فهذه الخمسة من أكبر مفسدات القلب ." مدارج السالكين " ( 1 / 453 ) .
وشرح ما يتعلق بالنوم فقال - رحمه الله - :
المُفسد الخامس : كثرة النوم ؛ فإنه يميت القلب ، ويثقل البدن ، ويضيع الوقت ، ويورث كثرة الغفلة والكسل ، ومنه المكروه جدّاً ، ومنه الضار غير النافع للبدن ... .
وبالجملة : فأعدل النوم وأنفعه : نوم نصف الليل الأول ، وسدسه الأخير ، وهو مقدار ثمان ساعات ، وهذا أعدل النوم عند الأطباء ، وما زاد عليه أو نقص منه أثر عندهم في الطبيعة انحرافا بحسبه .
" مدارج السالكين " ( 1 / 459 ) .
فانتبه لهذا الأمر ، والتزم بأنفع النوم وأعدله ، ودع عنك النوم الزائد عن الحاجة ، وانظر لما يسببه من آثار سيئة ، ولا ترضى لنفسك إلا بالكمال .
ب. يظهر لنا من رسالتك أنك تبحث عن المجد والشهرة ، ولا يهمك تحقيق ما تصبو إليه نفسك إلا من أجل أن تكون مميزاً ويشار إليك بالبنان – على حد تعبيرك - ، وهذا أمرٌ خطير ، ويجب عليك التوقف عن هذه النية ، والتوقف عن السعي لتحقيق مجد وشهرة ؛ فإن هذا من كبائر الذنوب ، وهو مُحبط للأعمال ، وهو مسبب للقلق والكآبة حتى وإن تعلق بأمر غير شرعي ؛ لأن سعيك لأن تكون شاعر الأمة ، أو عالِماً ، أو أعظم رجلٍ في الدنيا : لن يأتي من مواهب متعددة ، وطموح جامح ، مع كثرة نوم ، بل يحتاج لكد وتعب وجد واجتهاد ، وسترى نفسك مع واقعك أنك لن تصبح كذلك ، فتصاب بالإحباط والكآبة ، وهذا هو الواقع ، وأنت قد أخطأت خطأ عظيماً ، وإياك أن تبحث عن مجد نفسك وشهرتها ؛ فإن ذلك سيكون على حساب الأجور والثواب إن كان في أعمالك طاعات ، وسيكون على حساب صحتك وعقلك وبدنك ووقتك إن كان في أعمالك أمور دنيوية ، فاحذر هذا المرض الخطير ، وليكن طلبك للعلم وحفظك للقرآن من أجل الأجور التي عند الله ، وليكن تنافسك مع غيرك داعياً لك للعمل والاجتهاد ، دون نية إزاحة غيرك والجلوس مكانه .
ج. التخبط في الاستقرار على عملٍ معيَّن ، وأنت قد حباك الله مواهب متعددة ، وتملك مواصفات مميزة ، وهذا التخبط سببه هو : عدم الاستقرار على شيء واحد من مواهبك وأعمالك ، فالذي ننصحك به : أن تنظر أي الأشياء أقرب لقلبك من الأعمال التي تتقنها ، اخترها ودع غيرها ، واعمل في حقلها ، وأبدع في صناعتها وإنتاجها وقيامها ، على شرط أن تكون موافقة للشرع ، فوضوح الهدف عندك لتحقيق عمل معيَّن سيجعلك تصرف النظر عن غيره ، واستقرارك على عملٍ واحد دون غيره : سيريح بالك ، ويجعلك تبدع في تحقيقه ، ولك أن تتصور كم سيكون ذلك مساهماً في حل مشكلتك ، وكم سيفرح ذلك زوجتك الصابرة على أفعالك وكسلك ونومك !
د. الفوضوية في ملابسك وترتيب أغراضك : أمر مخالف للفطرة والعقل ، ولا يمكن لإنسان حباه الله تعالى عقلاً سليماً ويستمتع بالفوضى وعدم الترتيب ، وهب أنك جئت مطعماً لتأكل فيه ، ووجدته فوضويّاً كما هو حالك : فهل ستستمتع بالأكل فيه ؟ وهب أنك جئت محلا للبقالة لتشتري غرضاً فلم تجد رفوفاً ولا ترتيباً للمواد ، ولا تصنيفاً لها ، وسألت صاحب المحل عن شيء منها ، فقال لك : ابحث في كل أغراض المحل فستجده بينها ! فأي عاقل يمكن أن يقول إن هذه الفوضى خير من الترتيب والتنظيم والتصنيف للمواد ؟! وقل مثل ذلك في شئون حياتك كلها ، فالاستمتاع – أخي الفاضل – هو بوضع كل شيء في مكانه المناسب ، والاستمتاع بالنظافة ، والطهارة ، والترتيب ، وليس بعكس ذلك .
أخي الفاضل :
احرص على ما عندك من أمور إيجابية ، ونمِّها ، وقوِّها ، وتخلص مما عندك من سلبيات ، واعلم أنك مسئول عن نفسك ، وعن زوجتك ، وابنتك ، فأي زوج تحب أن تكون ؟ وأي أبٍ تود أن تراه ابنتك ؟ الأمر يرجع إليك في الانطلاق نحو الكمال ، وأن تدع عنك الكسل ، وتنهض لتقوم بعملٍ واحد شرعي ، تبدع فيه ، وتحقق آمالك بالعمل المستقر ، والحياة الهانئة ، فتسعد ، وتسعد زوجتك ، وابنتك ، ولا تنس الهدف الأسمى الذي خُلقت من أجله ، وهو توحيد الله وعبادته ، فأكثر من الأعمال الصالحة ، واستثمر ذاكرتك وقوة حفظك في إتمام حفظ كتاب الله تعالى ، والالتزام بحلقات العلم ، واسأل ربك تعالى أن يوفقك ، وأن يهديك لما فيه صلاح ، وصلاح أسرتك .
ننصحك بأن تبحث عن عمل وظيفي تلتزم به ، يكون متناسبا مع أقرب مواهبك إلى نفسك ، وأولاها عندك بالعطاء والإبداع ، ولو أمكن أن تعرض شيئا من أعمالك على بعض المجلات الإسلامية ، أو المواقع الإلكترونية الإسلامية ، فربما تجد فرصة للعمل والعطاء عندهم ، وربما يجدون هم ـ أيضا ـ عندك من الموهبة والعطاء ، ما يمكن أن ينفع الناس بما عندك من الخير ، وتستثمر فيه النعمة التي رزقك الله ، شريطة أن تكون جادا في الالتزام ، عازما على إصلاح نفسك وتغييرها .
والله الموفق
* الإسلام سؤال وجواب
:
عجّلت بطباعة الفتوى الأولى والثانية ..
وأسرعت للغرفة وأقفلت الباب وأمسكت الأوراق والقلم ..
- كمن وقع على ثروة فهو يدبِّر أمرها وقد كانت كذلك فعلاً -
أمل كبير يملؤني ..
فجعلت أقرأ ..
و ..
و بقيّة الحكاية مشفّرة !
:
:
لا أنوي أن أعلِّق على كلامِ الشيخ .. فهو واضحٌ بيِّن .. جزاه الله خيراً ،
ولكني عبر هذه التجربة ،
تعلمت أشياءً مهمّة .. و هو أن لا أستخسر في حقِّ نفسي أن أسأل سواي ..
وقد كنت أتحرج من سؤال هذه الأسئلة للأخوات في الله بل أكتفي بالبحث والقراءة ..
لكن وجدت أن للسؤال أثراً كبيراً !
فهو فرصة كبيرة للبحث بنهم .. خاصة لما تجد الإجابة غير شافية لك !
وقد جربته لعدة مرات ..
ووجدت أني بعد أن أسأل ويجيبني المسؤول ..
أنطلق بحماسة - ولا أكتفي - بل أتعمق في إجابات سؤالي عبر سؤال أحد آخر ، وعبر البحث ..
فأفهمها أكثر بكثير من الاكتفاء الذاتي الذي كنت أدّعيه سلفاً ..
وأجد نقاطاً دقيقة جداً بالنسبة لي كانت مغبَّشة سلفاً ..
فأسر جداً ، لأني حصلت على إجابة ، وبحثت وفهمت ..
وألفيت أشياء عدّة لم يخطر لي على بال أن أجدها !
وجدت لهذا الأمر لذّة عجيبة .. جداً ! وكلّه من فضل الله ..
:
وعرفت لماذا كان السؤال له دور مهم في طلب العلم وفي الاكتشاف .. ،
وعدت لأتذكر كلام الشيخ الذي كنت أستمع له في شرح ثلاثة الأصول عندما قال - نقلته مختصراً ضمن تفريغ الدرس - :
عرض هذه المسائل [ بطريقة السؤال والجواب ] -
وهي تساعد على تثبيت العلم و تجعل الطالب يهتم بها ويرغب في فهمها فيُعمل فكره للوصول إلى حل المسألة ،
وهذا لا يتأتى إذا طُرحت المسألة مُباشرة عليه .. | وهذا أسلوب نبويّ ..
ففي صحيح البخاري .. عن ابن عمر ، قال - صلى الله عليه وسلم - :
( إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي ؟
قال ابن عمر : فوقع الناس في شجر البوادي و وقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت ،
ثمّ قالوا حدثنا ماهي يا رسول الله ؟ قال : هي النخلة ) .
قال ابن حجر : فيه تحريض على الفهم في العلم .
و بوبّ البخاري عدّة تبويبات على الحديث منها :
باب طرح الإمام المسألة على أصحابه ليختبر ما عندهم من العلم ،
و باب الفهم في العلم ..
وقال العيني في عمدة القاري : فيه استحباب إلقاء العالم المسألة على أصحابه ليختبر أفهامهم ويرغبهم في الفكر .
:
وتذكرت كيف كان العثيمين رحمه الله يطرح الأسئلة على طلابه كثيراً .. وابتسمت عميقاً ..
واقتبست من كلام مالك الرحبي - رحمه الله - حديثه عن الشيخ :
[ الشيخ محمد سهل وبسيط في كل أموره ..
في أخلاقه في سمته ، في لباسه ، في حديثه ،
أما حينما يتعلق الأمر بالسؤال والنقاش .. فليحمد الله كل من سلم من ذلك!!
يقولون إن علم الرجل يظهر من سؤال الناس له ..
حيث يسهل على كل واحد أن يحضر من كتاب فيفرغه كاملا بين يدي الناس!!
لكن حينما تتوارد عليه الأسئلة ويحيطه المناقشون الأذكياء..
فحينها يظهر علم العالم من جهله..
وهذا هو منهج الشيخ في السؤال والنقاش ..
يعود الطلبة على قوة الحجة وتحمل الجدال دونما خوف أو تردد..
ولذلك يتعمد حشر الطالب بأسئلة صعبة ويورد عليه الإشكالات ..
فلا يفلت منها إلا الأذكياء والنبهاء..
أما من يرى في نفسه عدم الأهلية أو يعرف من حاله انشغال فكره بمصالحه وولده
فخير له أن ينصرف للصفوف البعيدة وليدس رأسه خلف زاوية أو عمود!! ]
[ لاحظت رجلا أفغانيا ذو عمامة عريضة ويلبس المرآة يجلس عن يمين الشيخ..
و لاحظت الشيخ يستأنس كثيرا بالحديث معه أو مناقشته ..
وكانت أسئلته وركاكة لسانه الأعجمي تثير ضحك الطلاب ..
كنا نستأنس ونفرح حينما يسأل هداية الله لأن شيخنا يسر بذلك .. ]
:
:
الخلاصة أنّي عرفت قيمة السؤال أكثر ..
ووجدته فرصة عظيمة للفهم والتفهيم ، والإغراء للبحث .
أيضاً أحببت كثيراً طريقة تلك الأخت ،
بطريقتها في سؤالي : أتعلمين ما هو الصدق ؟؟
فقد كان كفاً جعلني أستفيق ..
ولم تعطني الإجابة بل فقط مفتاحها وهو البحث ..
وقد كان هذا تصرفاً طيّباً منها .. نفع الله بها ،
وأيضاً وجدت إجابة سؤالي !
وشاركتكم قراءتها وتجربتي ..
وأرجو أن تنتفعوا بها وتستمعوا ..
أسأل الله أن يرضى عن كُل من ذُكِر في هذا الموضوع ،
ومن كان له دور فيه من السلف والخلف ..
ومن الموتى والأحياء .. اللهّم اجمعنا بهم في جنانكَ يارب .. - كٌلّهم - والقراء ..
وكل من نفع وانتفع ؛
نصيحة آخيرة / رجاء : عودوا إلى إجابة الشيخ للسؤال عن الصدق ،
واسعوا لتثبيت المعنى في أفئدتكم الغالية ،
رزقني الله وإياكم الصدق معه .. و وفقنا للإخلاص ، ولكل ما يحبه ويرضيه ..
والله الموفق ،
اللهم لكَ الحمد كما ينبغي ،
وصلى الله وسلّم على نبينا محمد ..
الروابط المفضلة