فَتَحتُ صندوقَ ذكرياتي
كانَ مَلئياً بالحُبّ , وإخاءٌ يَسكُنني ,
وذكرَى عَلى أصْداف الشّوق , وحَنينٌ يأخذني,
ضَوءُ صِدقٍ نُوره مُشعّ , وسَنَا ودادٍ لَا يَنتهي()
كَثيرةٌ هيَ المَشاعر التي تُحفَظ في ذاكَ الصّندوق
فهُوَ مُبطّنٌ بالشّوق والحبّ يَمنعُ تَسربّ جميلِ الذّكريات
مفتاحهُ صدقٌ وإخْلاصٌ صَدوق , وقفْلُه ودٌّ لا يَشوبهُ كَدرُ السّنين
ولا يَصْدأ بفعلِ وساوسَ إبْليسٍ لَعين ...
وفي ذاتِ لَحَظَاتٍ نَحنُّ ...
لرؤياه / لَحكَايَاه / لمَنبعِ ودّهِ
لذكْرَى يَومه / لدُرٍّ بالعَقيقِ مَليئ
فبينَ الفَينةِ والأُخرَى ...
نتأمله , نتنفسُ زواياه وعَبَقَ جماله ,
نتهَادى ذكراه وأيّامَ خَواليه , ونَضمُّ بعضَ حكايَا الرّوح ,
ومنْ بَينِ رَبيعِ الشّوقِ فَتَحتُ صندوقَ ذكرياتي
فجَذبتني حَكَايا حُلوة بالبَسَماتِ مُحمّلة
فمَا هيَ يَا تُرَى ...؟!
كنّا مَا زلنا السّنافر - المَرحلة الأُولى منَ الجَامعَة -
وفي كلّ رُؤيَا منْهَا لي تَبْتَسمُ فمَعَها أبْتَسم
رُغمَ أنّها لَا تعرفني وأنَا كذلكَ لهَا أجْهلُ
فدَامَ الحالُ وطَالت بيْنَنا بَسماتٌ ثَغرهَا
" إنّي احبكِ في الله "
حتى تَصافحنَا وعَلَى إثْرهَا كنّا الرّفاق
بينَ جُدرانِ المُصلّى العَبِق وطالباتٌ يَسعينَ ويَذهبن
وقلبٌ هُوَ انَا يَبحثُ عن رفقةِ خَير جلسَ يَنتظرُ
فرأيتهَا القلبَ الذي أراهُ يَحملُ من الهِمَم
مَا تتوق النّفس للتّعرفِ عَليه
صَاحبةُ عَطَاءٍ وروحٌ نَقيّة
فرأتني انْظرُ إليهَا نَظرةَ سؤلٍ دونَ مُجيب
فمنّي اقْتَربت وعَلى إثْرِهَا همستُ لهَا " أنْ انتِ الرّائعَة "
فكَانت بدايةُ صُحبةٍ بيننا حُلوة
كَانت تَقطرُ همّاً وحُزناً
وعَينُ الأسَى نَظرتها فأمْسكتُ بيديهَا
ورَبّتُ عَلى كتفها : لا تَحزني فبَعد العُسرِ يُسرا ,
وأخذتُ أوراقهَا فكانَ الله رَحيماً بنَا لتَسهيلِ امورنا
ومنْ يَومهَا كانَت أنَا وهيَ رفقةٌ تَنبضُ بالحُبّ
ومنْ أطْرَفهَا أنّها كَانت من إحدَى الطّالبات الجُدد
في مَدرستنا وكَانَ قَدرهَا أنْ تَكونَ قَريبة المَقعدِ منّي
لا أعلمُ لمَ كنتُ أحبّ مُعاندتهَا ولكن بطَريقِ المَزحِ والمَرَح
فكَانت هيَ تُعاندني وأعاندهَا فأقومُ أنَا بعَكسِ مَا تقومُ بهِ
وتَقولُ هيَ مَالَا أقولهُ أنَا , وكُلٌّ منّا تَقولُ للأخرى : أنْتِ للغيرَةِ رَفيق
وهَكذا استمرّ حَالنَا حتى بتنَا لا نُحبّ فراقَ بَعضنا
وللجَمالِ نَبضٌ أنّها حتى معي في الجَامعَة
- ومَازالت المُعاندة بيْنَنا قائمة -
بينَ ثَنايَاهَا ودٌّ لَا يَنتهي
وأحبّهم جَميعاً
وأنتِ مَاذا عنْ صُندوق ذكرياتكِ ..؟
اذكري لنَا بَعضاً منْهَا : مواقفٌ حُلوة يَبسمُ لهَا القلب
عَن بدايةِ الصّداقةِ بينكِ وبينَ رَفيقةٌ لَكِ ...
وكَيفَ كَانت إنّي بشَوقٍ لهَا
بقَلبي قبلَ القَلمِ
نَديّة الغُرُوب
الروابط المفضلة