تجمعنا الدروب .. وتباعدنا الأقدار
نلتقي .. نفترق .. نبتسم حيناً ونحزن أحياناً
هكذا حياتنا .. مزيج من المفارقات ..
قلوبنا تحمل الحزن وتتحمله
عيوننا تارةً يملأها الحنين وتارةً الدموع
تصادفنا رياح تعصف بنا .. غيوم سوداء تحاصرنا
يلفنا الحزن والتعب في كثير من الأوقات
منا من يستمر ويمضي في حياته تاركاً الأحزان لتستقر في سلة الذكريات
ومنا من يبقى أسيراً للحزن حبيساً للدموع
يتملكه اليأس فينال منه
وذلك مرهون بالهمة والدافع للحياة
مرهون بوجود الأمل والطموح الذي نعيش لتحقيقه
فمن ليس له طموح يعيش حياة فارغة
لا طعم للسعادة فيها ولا لون للفرح
يلبس ثوب اليأس والتشاؤم .. فلا معنى للحياة لديه
وما هي إلا تمضية أوقات وقضاء أيام مليئة بالحزن والاكتئاب
فـالحياة مزيج من الطموحات والآمال ..
نعيش لنقطع المسافات بين الطموح وتحقيقه
وكلما مضينا قدماً .. بكل خطوة نحو طموحنا .. ننسى الشقاء
وفي كل مرة نقطف فيها ثمرة من ثمرات نجاحنا .. نتذوق معنى السعادة
سِرْ في حياتك ســـيرَ نابِهْ .... ولُمِ الزمـان ولا تُــحـابه
وإذا حللتَ بــمـوطــنٍ .... فاجعل محـلك في هضابه
واخـترْ لنفـسكَ مـنزلاً ... تهفو الـنجوم على قِبابه
ورُمِ العـلاءَ مُــخاطراً .... فيما تُحــاول مِن لُبابه
فـالمـجــد ليس ينالهُ ... إلا المُخـاطرُ في طِلابه
والطموح يتفاوت بدرجاته ومستوياته ..
ولكل منا طموح مختلف ولكن المعنى يبقى واحداً
وهو وجود هدف نعيش لأجله..
نتحمل الصعاب للوصول إليه .. نكد ونتعب في سبيل تحقيقه
يدفعنا لذلك إيماننا ويقيننا بقيمة طموحنا
وكلما زاد هذا الإيمان نجد بريق الأمل يشع أمامنا .. يحثنا على مواصلة الطريق
غير عابئين بما يصادفنا من عوائق وظروف قاسية
وقصص الطموح كثيرة .. تحدى أصحابها كل الصعاب
واستطاعوا النجاح بجدهم ومثابرتهم وطول صبرهم
ومنها
(( حين كان شاباً صغيرا ً حاول أن يحفظ الحديث ,
وحاول وحاول وحاول ,لكنه فشل أن يكون كغيره من الفتيان الذين حفظوا الكثير من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ,لقد كاد اليأس أن يتمكن من قلبه وكاد الفشل أن يلاحقه طوال حياته .
قرر يوما ً أن يمشي بين بساتين القرية ,فأخذ يمشي طويلا
ًواليأس قد أحاط بقلبه وعقله فاقترب من بئر في وسط بستان ,فجلس قربها وراح يفكر ,وفي أثتاء جلوسه قرب البئر لاحظ أن الحبل المعلق في دلو البئر قد أثر بالصخر
الذي يحيط برأس البئر وقد فتت الصخر من كثرة الإحتكاك صعوداً ونزولاً,إذن هو التكرار والزمن ...
فقرر هذا الشاب أن يحاول مرة ثانية في حفظ الحديث
وعاهد نفسه أن يحفظ الحديث حتى لو كرره 500 مرة ,فمضى يحاول ويحاول ملتزما بعهده ,
حتى كانت أمه تملُ من تكراره وترحم حاله ,ومع مرور الزمن وقوة الإصرار والمثابرة ,استطاع أن يحفظ القرآن ويفتي الناس ويدرس وعمره دون العشرين ))
من قصص الطموح نتعلم .. نؤمن أن لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس
فمن يسعى بكل همة .. يصل إلى القمة
وقيمة الإنسان في همته ونشاطه وعمله وبما يسعى إليه
وكلما كانت همته لأمرٍ سامٍ زاد قوة وتمسكاً بطموحه وغاية وجوده
الروابط المفضلة