:
{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ
اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً
وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَاكَذَلِكَ
يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } آل عمران103
{ يانبع الودِ الجاري }
يسعدني أن أوجه إليكِ خالص التهنئة القلبية بقرب حلول
شهر رمضان , ذلك الشهر الذي نعتز به وبالإنتماء إلى الأمة
الإسلامية , أمة إعلاء قيم الإسلام الرفيعة ومبادئه السامية
جميعنا نفخر بأننا مسلمون نلتزم بروح الإسلام الغراء التي تقوم
على السماحة والمساواة وترفض التعصب والتفرقة وتعمق مفهوم
التآخي بين الناس في كل مكان وزمان
{ أيتها العزيزة الطاهرة }
لقد دقت النواقيس لتعلن عن قدوم أطهر الشهور وأعظمها عند الله
لاتفصلنا عنه سوى أيام قليلة وقد تعاظمت حولنا التهديدات والتحديات
وتكاثرت شياطين الإنس لتنصب الشباك حولكِ لتخرجي من رمضان وأنتِ
غير مغفورة الذنب غير معتقوة الرقبة من النار !!
فهل تعجزي ياصاحبة أحلى الألقاب "مؤمنة .. مسلمة .. موحدة بالله "
ويا صاحبة أكبر رصيد من التراث الحضاري الهائل والرصيد الروحي الحافل
عن استيعاب حقيقة التحديات والتهديدات التي تصادف طريقك وتفصلك
عن الفوز بجنة عرضها السماوات والأرض ؟!!
وهل تنصرفي إلى خلافات مصطنعة وعداوات مفتعلة لاجذور لها بمعتقداتك
وتبتعدي عن الأهداف الكبرى التي ترسخ وجودها وتصون كيانها !!
كلا لن يكون هذا لن تكون ابنة الإسلام هي تلك العاجزة التائهة في ظلمات
الجهل والشلل ولن يكون رمضان هو هذا الرجل المريض الذي نقابله بيأس
وأعمال لاتنفع
كلا لن تضيع سدى لهفتنا للقاء شهر رمضان ولن نضل طريقنا أو نخطىء رؤية
أهدافنا !!
سيكون رمضان هذا العام مزيدا من القوة مزيدا من الحسنات .. وسيلتنا مزيد
من التضامن بين الأخوات في ظل تجمعنا ضمن أسرتنا الكبيرة التي تربطنا
بالمسلمين في كل مكان وتحت أي ظروف وجدوا .
مسيرتنا يرعاها الله وتصونها المبادىء وتحفظها القيم الرفيعة من الزلل والخطأ
قلوبنا طاهرة مطهرة وسرائرنا نقية تدفعنا إلى تطهير قلوبنا من كل غل وحقد
وحسد وتملأ نفوسنا بروح التآخي والمودة والرحمة
لنمض إلى رمضان مزودين بدعاء صادق أن يلهمنا الله الرؤية ويمنحنا القوة لتحقيق
مانتطلع إليه ألا وهو جنة الفردوس إن شاء الله
ولتكن لنا دفعة من رمضان تدفعنا إلى آفاق غير مسبوقة للطموح للوصول للجنة
والعتق من النار
{ يا رمز النقاء أنتِ }
ليكن رمضان حافزا لكِ لتحسين صورة الإسلام فنحن في أمس الحاجة إليكِ
في وقت يشهد الإسلام فيه افتراءات وأواصر مقطوعة وتيارات باغية مضلله
تحاول تشويه صورة الإسلام وتفسيره حسب الهوى والغرض بما يتنافى مع
جوهره كما نزل على الرسول الأمين وكما أراد الحق سبحانه وتعالى أن يكون
دين تسامح وإخاء وعقيدة عالمية وتآخي بين الناس جميعا بصرف النظر عن العرق
واللون والدم وتساوي بين البشر جميعا في الحقوق والواجبات وتعلى حقوق الإنسان
الذي اصطفاه الله خليفة له في الأرض وفضله على سائر المخلوقات
هيا يانقية إبدئي بمن حدث بينكِ وبينها خلاف صالحي نفسك ونقي سريرتك
ومدي يدك لتعانق أخيتك ليكون رمضان كما أراده لنا الله
رمزا للترابط والإخاء وتقوية الأواصر بين المسلمين في كل مكان
والله يوفقنا ويهدي خطانا ويرعى عملنا
وكل عام وأنتم جميعا بكل خير
الروابط المفضلة