حدثيني يا طفلة
كم بكيتِ في الظلمة
لسانها اكتفى بالصمت وعيونها أظهرت الدهشة
ما بكِ لا تجيبين ؟؟ أهي مريرة تلك الدمعة ؟؟
بصوت واثق قالت : أتسألينني كم بكيت ؟؟
أم تسألينني عن خوفي من الظلمة ؟؟
إن كان السؤال عن البكاء
فأنا طفلة البلاد الحرة
أنا ابنة البلاد العربية
بلاد عشق أهلها الصمود والقوة
رفضوا أمطار الدموع واستبدلوها بأمطار الدماء والعزة
كيف تعتقدين أن دمعتي ستسقط وأنا ابنة الشهيد وأخي بين الأسرى
ليس كبرياء .. بل هو كبرياء ولمَ لا ؟؟ ألست أنا الفتاة العربية
كبرياء سيصل عنان السماء فأنا أيضا تلك المسلمة
أنا من طُردت شُردت وُقتل الملايين أمام ناظريها ولم تخف
أنا من أُهينت حُرمت وسُلبت منها طفولتها ولم تبكِ
نحن يا آنستي نولد كباراً أقوياء .. بكاء ولادتنا ليس إنذار خوف من حياة قادمين إليها بل لننذر من هم صغاراً و جبناء بأعيُننا أن هذا البكاء بداية شلالات من الدموع لهم
هذا إن كان سؤالكِ هل بكيت
أما إن كان سؤالكِ عن تلك الظلمة
فأنا لم أرها في حياتي
انتظري لا تبدي ملامح العجب على محياككِ
نحن قوم عرب تضيء عيوننا ببريق الأمل .. نكسر تلك الظلمة المصطنعة
نحن قوم مسلمون قلوبنا تشع بالإيمان الذي يضيء حياة آلاف الناس
أنا , وأنت , وأختي وأخي .. أمي وأبي .. صديقتي وجارنا العجوز .. عمي وخالتي عمتي وخالي .. شباب حارتي والفتيات بمدرستي وابن جارتنا الرضيع
كلنا عرب نضيء النور بجنح الظلام نبني الحياة في وسط الخراب نشعل نار الحق ونسكب ماء الحرية
ونزرع شجر الحياة على جوانب الطرق المهدمة
وننثر شعاع النور في الأزقة المعتمة
وننير الابتسامة على شفاه الطفل المتألم
ونبني الحياة لأن الحياة حقنا
ونحيي الأرض لأن الأرض ملكنا
نقيم الصلاة لأن الصلاة فرضنا
ونشيد الجوامع بين أكوام من الرصاص
ولا نخاف
لأن الله ...
هو الله معنا
ولأننا نحن شعب عربي كرمه الله وجعل النصر لنا
إن رأيتِ من يبكي فهو جبان ليس منا
إلا إن بكى لربه .. فهو عظيم ابن بلاد عظيمة
وإن حدثكِ أحد عن الظلمة فنحن لا يوجد بين أبجديتنا حروف هذه الكلمة
لأننا عرب أبجديتنا تكتسيها العظمة
حروف مبعثرة في قلبي أحاول أن أجمعها
لأقول لأعبر لأنثر كلاماً .. لأنقش عبارات
لأوصل لهذه الصغيرة كم هي عظيمة .. كم غاب عن عقلي تاريخنا المجيد
كم سهوتُ عن عظمة شعبنا العربي
اعذريني يا صغيرة فقد أخطأتُ السؤال
اعذريني ياصغيرة فسؤالي من الخيال
خيال قاس ٍ زرعوه في عقولنا
ورثوه لنا ونحن لا نعلم
كتبوه على جدران عقولنا
لكن نسوا
نسوا تلك الفطرة الأصيلة
نسوا ماذا تغلف تلك الجدران
تغلف عقلاً باطناً .. عقلاً عربياً مؤمناً بالله وبرسوله
مؤمناً بأن الحق له ومعه
مؤمناً بأنه صاحب ارض وقضية
صاحب بيت وإن هدم وسلب
صاحب أرض وزرع وإن حرق وقطع
لن نحلم بتلك الثمار لأننا عرفناها .. ذقنا حلوها وطعمها الأصيل
فإن لم نحصدها نحن فقد حصدها أجدادنا
وحدثونا عنها .. حدثونا عن روعة شمسنا التي تشرق كل صباح على فلاح سعيد بأرضه
عن أم تودع أطفالها عند ذهابهم إلى المدرسة دون الخوف عليهم
عن شاب وفتاة يرفعون علم بلادهم كل صباح في مدرسة و في جامعة
عن ذاك الأب الذي لا يجُرد من أهله ولا تُجرد عائلته من حبه وحنانه بسبب أسره
كل هذا قد كان كل هذا حدثنا أجدادنا عنه في الماضي
لكن جدي وجدك وأجداد الكثيرين ما زالوا أحياء ومازال كلامهم حي وإن كان مع وقف التنفيذ
يكفي أن التنفيذ سيأتي
لن أسألكِ ياصغيرتي هذا السؤال أبدا وسألقاكِ وإن بعد سنين شابة عربية عظيمة
تبنين أحلامكِ الأصيله لتبي بنها وطنك الحر العربي
وتنثري حروف أبجديتك العظيمة
وتُسجلي في تاريخ الحياه انا صاحبة الابجديه العظيمه فأنا
الروابط المفضلة