•. .• صور من انتفاضة الأدب الفلسطيني •. .•
الشهيــد ، الذى لاتخلو قصيدة أو مادة أدبية من الإشارة إليه بدمائه الزكية التي تعطرأارض فلسطين الحبيبة ، وغالبا ماتربط الأعمال الأدبية اسم الشهيد باسم العريس ليتم التعبير عنها ( العريس الشهيد أو الشهيد العريس ) .
قد جسد الأدب الفلسطيني ذلك استلهاما من ارض الواقع بذلك العريس الشهيد الفلسطيني الذي رفض البقاء مع عروسه ليحظى بحورية من حواري الجنة ، وكان له ما أراده ، وهي الشهــادة .
لقد رسم الأدب الفلسطيني للشهيد الصورة الحقيقية المشرقة وهي ان يوم شهادته هو يوم زفافه ، ويكون بكامل سروره وسعادته ، وخاصة وهو يودع امه ، ويدعو الجميع ان يودعوه بالزغاريد .
ومن خلال قصيدة بعنوان ( شهيد الأقصى يودع أمه ) ، أقدم امثلة على صور الشهيد في الأدب الفلسطيني :
أماه .. أماه .. لاتحزني
ودعتك اليوم شهيـدا
فداء لقدســي وموطني
وهناك اقتران العريس بالشهيد ، مثل :
زغردي .. زغردي..
ثم قبلينـــي
وابتسامتي ، ان بدت مشرقة
لاتعجبي .. لاتعجبي ..
فــأنــا العريـس الشهيــد الفلسطيني
ويدعو الشهيد مدينة القدس أن تهلل وتكبر لأنه نال الشهادة ؛ والقدس أغلى من دمه ونفسه ، فيقول :
اليوم هلّلي وكبّري
يــــــاقــدس
مال عليك لا يغلى
و لا دم ..ولا نفـــس
وتم التعبير عن الشهداء أيضا بأن أجساهم تدفن تحت التراب ، ولكن لم يمت منهم أحد ، مثل :
فمرحى .. و مرحى ومرحى
بموت مشرّف
يلبي نداء
المسجد الأقصى
تحت التراب دفنوا
ولكن ، لم يمت
منهم أحد
ماتت أجسادهم ، وأشلاء ممزقة
وفوق التراب ظلت مآذن الأقصى ، واسم فلسطين
هامات مجد عالية ومشرقة .
والجريح ، الذى بصدره العاري إلاّ من الإرادة والتصميم على مواصلة الكفاح لنيل الحرية والأستقلال قبل الخبز والماء ، استقبل الرصاص والقذائف الصاروخية فسالت دماؤه على الأرض ، ومازال يواصل المسيرة لينال ما يحلم به ويصبو إليه ، وهو النصر أو الشهادة .
وأما الحجر ، فقد تحول من مخلوق صخري جامد إلى سلاح تقليدي في زمن غياب أو نقص البندقية و الرشاش والرصاصة ليحل محلهما ويقوم بوظائفهما بحيث أصبح سلاحا قتاليا ليكون بالتالي رمزا ثوريا ونضاليا حتى أصبح اسمه يقترن بالانتفاضة ليعبر عنها أدبيا ( أطفال الحجارة ) ، ( الحجر الفلسطيني ) ، ( حجارة من سجيل ) . وخير وصف وظيفي للحجر في الانتفاضة مايلي :
أيّتها الدنيا ، أفيقي واعرفي
أنّ الحجـــارة
أقوى من الرصاص والسيف ..!
أمّا الطفل الفلسطيني ، فكان له نصيب الأسد في أدبيات الأنتفاضة ، حيث تحول هذا الطفل من إنسان بريء يبحث عن الراحة والطمأنينة والعطف والحنان إلى مناضل صغير السن كبير العزم والهمـة والمسئولية بحيث أصبح يعبر عنه في أدب الانتفاضة بعدة تعابير وأسماء منها : ( أطفال الانتفاضة ) ، ( أطفال الحجارة ) ( الطفل المعجزة ) ، ( الطفل الصامد ) ، ( الطفل الجبار ) .. إلخ .
هذا الطفل الذي أصبح يواجه الوحشية الصهيونية ، ولكنه ما زال صامدا في وجه الشيطان ، وقد صورت ذلك في قصيدة نشرتها الصحف العربية ، وهي بعنوان ( الأطفال في وجه الشيطان ) ، ومنها :
( صورة الصهيوني )
يسرق بسمة طفل ورديّه
يقتل .. يذبح ، ويعذّب
في همجيــّه
يسخر من شيْ يدعى
حق الأنسانيــّه ( صورة الطفل الفلسطيني أمام وحشية الصهيوني )
طفل عربي من تلك الأمة
يذبح تحت الشّمس
وضمير العالم في غفوة !
وفي نهاية القصيدة ، تظهر الصورة الحقيقية لهذا الطفل الفلسطيني العظيم في مواجهة البطش الصهيوني :
جوع .. عطش .. وحصار
سجن .. قتل .. قصف .. ودمار
لكن الأطفــال بأرض بلادي
صامـدة في وجه الأشرار
ومن المفردات التي أدخلتها الانتفاضة وسجلها الأدب الفلسطيني وعبر عنها كلمة ( مجزرة ) والتي تعكس مدى الوحشية الصهيونية بحق أبناء شعبنا الأعزل ، إلا من إرادتهم وعزمهم ، ومثال على ذلك :
مجــزرة .. مجزرة .. مجزره ..
في كل مدينة
ومخيم وقريه ..
منقول بتصرّف ،،
الروابط المفضلة