اغضب يا بحر...
أصرخ بموجاتك وقل للعالم أن غدا أجمل... أن غدا سوف تشرق الدنيا...
سوف يعود الياسمين ليزهر... سوف تنهض أم دنيانا من مرضها الذي طال... سوف يفك أسرك يا اولى القبلتين... سوف نعود يوما كما كنا...
سوف نعود لنتمشى بين بلادنا العربية دون خوف أو قلق... دون أن نسمع صوت الرصاص...
قل لنا يا بحر... قل لنا... ما حال شبابنا الذين ابتلعتهم في اعماقك؟؟؟ ما حال أطفالنا الذين كنت لهم الحضن الدافئ؟؟؟
تلاطمت أمواج البحر بغضب... وصرخ بي أن أصمتي ...لا تكملي كلامك...
أنا لم أبتلع أحدا يوما... ولكنهم وجدوا بأعماقي دفئ وأمان بخلت بهم الارض بطولها وعرضها...
لا تكملي... فقد سترت نسائكم بغطائي... منعت أحدا من أن يمسهم... من أن تنكشف شعره من رأسهم... احتضنت أطفالكم الأيتام...
الذي ضاقت بهم الأرض بما رحبت... فحرموا حنان الأم وأحضانها... لم يتذوقوا بعد أمان الأب... فكنت أنا لهم هذا الحنان والأمان...
أعلم بأن أعماقي مخيفه لكم... ولكنها لهم كانت أكثر سعة من قلوبكم الأمنه بنظركم...
فحتى ارضكم التي تتغنوا بها تعبت... فما عادت تقوى على امتصاص دموعكم... فهي امتلأت من دماء شبابكم...
يئست من أن تزهر يوما سوى الوجع لقلوب امهاتكم... وحسره تسكن قلوب ابائكم...
لهذا أدارت ظهرها عن حزنكم… عن دموعكم... فهي صمت من صوت الرصاص...
تعبت من صوت الصواريخ التي تهطل على رأسها... لهذا تأملت وتمنت أن تجدوا في أرض بعيده ما تحتاجون...
ولكنها لم تعلم أنكم لن تجدوا من بعدها أرض تحن عليكم... فأخذتكم أنا... أحتضنتكم... فأنا أيضا اتعبني الشوق...
أريد أن أسقي أرض أحبها... لتزهر وردها وزهرها... وتعود تلك الابتسامه على وجوه فتياتها... والأمل بقلوب شبابها...
بحياة تملؤها السعاده والهناء... لهذا لن أمل يوما من احتوائكم... حتى تجف الدماء...
فأسقي أرضكم من أنفاسكم وأرواحكم... فتشرق الدنيا من حولكم...
ونحصد جيل بالعزه يحيا ويموت...
الروابط المفضلة