التاريخ يعيد نفسه
سأل التلميذ الشيخ : ما هو الطاغوت يا شيخي الفاضل؟
أجاب الشيخ على طريقة الكمبيوتر : إنها القبور .. والقباب .. والمعابد التي يسمونها أضرحة الأولياء وغيرها من المظاهر الوثنية التي ابتليت بها بلاد الإسلام يا ولدي
رد التلميذ وقد علته الدهشة : ولكن هناك من يقول إن هناك طواغيت أحياء من بني جلدتنا ويعيشون في مجتمعاتنا .. وبعضهم قد تمكن من رقابنا
أجاب الشيخ بنبرة فيها الكثير من الغضب : هذا كلام .. المتطرفين .. والأصوليين .. والإرهابيين .. انهم ينازعون الأمر أهله .. ويشقون عصا الطاعة على ولاة الأمر
اسمع يا بني .. احفظ لسانك .. ولا تعد إلى مثل هذه الخرافات ..والسخافات .. فالأمة بخير .. والكتب الإسلامية اكثر انتشارا
من ذي قبل .. وأعداد حفظة القرآن في تزايد والحمد لله .. بل إن الإسلام دخل معركة البرلمان .. وأفتى بذلك السادة العلماء
وهنا انتفض التلميذ واقفا .. وقد احمرت وجنتاه .. وصرخ في وجه شيخه .. احترم عقلي من فضلك
يا شيخي .. إن الذين تصفهم بالإرهابيين .. والمتطرفين .. والأصوليين . قد سماهم الله في كتابه العزيز .. المجاهدين
يا شيخي .. إن الذين تصفهم بولاة الأمر .. قال فيهم عز من قائل (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون
يا شيخي .. اخلع عنك رداء .. الهيئات .. والمؤسسات .. والأوقاف .. ثم فكر .. وتأمل .. وتدبر .. لعلك تفلح
انه التاريخ يعيد نفسه
هناك من يصرخ بأعلى صوت .. ويقسم الأيمان المغلظة .. انه رأى عبد الله بن سبأ يتجول في شوارع المدينة .. بملابس عصرية .. وقد حلق لحيته .. هناك من رآه .. يجمع الناس من حوله ليقتلوا الخليفة . وآخر.. يؤكد .. انه شاهد الوزير ابن العلقمي وهو يركب الطائرة متجها إلى بلاد التتار .. كي يدبر مؤامرة لقتل الخليفة . بل إن هناك من رأى مسيلمة الكذاب .. يؤم الناس في الصلاة متخفيا بقناع الخليفة بعد إن قتله .. وارتدى عباءته
يا شيخي .. لماذا ترى الجماعات المجاهدة هذه الرؤى .. والمشاهد .. والناس في غفلة يروحون ويغدون .. والناس طبقات وأصناف .. ولكن لا أحد ينبس ببنت شفة
يا شيخي .. بالله عليك .. أحقا إن هذه المشاهد والرؤى من فعل الشيطان .. ولا حقيقة لها في عالم المحسوسات
فالخليفة جالس في بغداد .. دار الخلافة .. وخيوله قد وصلت إلى أقصى الأرض وفرض على الكفار الجزية في مشارق الأرض ومغاربها .. بل إن الخليفة أعلن أن السيادة للقرآن .. وضرب أعناق العلمانيين والشيوعيين والاشتراكيين ... وقد خلص أمة التوحيد من إلحادهم وكفرهم وشرورهم . وبالأمس .. استلم الخليفة مفتاح القدس الشريف .. ووضع اتفاق أوسلو تحت قدميه .. وعلق البائع الخاسر على حبل المشنقة
وبكت المآذن في دمشق .. وحماة .. وحلب .. فرحا وطربا بالقضاء على الطائفة النصيرية وقتلهم قصاصا ونكالا بما كسبت أيديهم
يا شيخي .. ماذا أقول .. وماذا أقول
أحقا كل شي على ما يرام ولكن الشيطان سحر أعين الجماعات المجاهدة في سبيل الله من اجل عودة الخلافة الضائعة .. فخيل إليهم من سحره أن الخليفة قد قتل .. وان الدين قد هدم .. وان الشرع قد درس .. وكل من يدعو إلى تحكيم شرع الله يجب أن يعيش خائفا يترقب
وداعا شيخي
من لي بجيل مستجد لم يرث إلا عن الجد القديم الأبعد
إن قام يثبت حقه فدليله صوت المدافع أو صليل مهند
لا خير في قول يقال و منطق عذب بحد السيف غير مؤيد
الروابط المفضلة