<FONT COLOR="Brown">تزداد تساؤلات المرضى وتكثر شكواهم من بعض الأمراض التي يعتقدون انها أمراض عضوية ولكن الحقيقة انها (نفسية أكثر من غيرها) الأمر الذي قد يتسبب في ازعاج المرضى والطبيب وبالتالي أخذ وقت وجهد كان يمكن أن يـصرف لمريض محتاج.. من بين تلك الأمراض القولون العصبي الذي أصبح يشخصه العديد من الناس دون أي استشارة طبية وحين نذكر ذلك فلا نوافق أبدأ على ذلك ولكن هذا ما يدعونا لطرح مثل تلك المواضيع إسهاما منا في توعية الناس وتعريفهم ببعض ما قد يخفى عليهم, لذا فنحن نناقش اليوم موضوع القولون العصبي وتوهم المرض حيث نستضيف الدكتور محمد عبدالله الصغير استشاري الطب النفسي والأستاذ المساعد بكلية الطب ـ جامعة الملك سعود.الأمعاء الغليظة
يـعرف الدكتور الصغير القولون بأنه اسم للأمعاء الغليظة, والتي تمتد علوا من أسفل الجهة اليمنى في التجويف البطني إلى ما تحت الأضلاع, ثم عرضا إلى الجهة اليسرى, ثم نزولا إلى أسفل الجهة اليسرى في الحوض, وتتكون من مجموعة عضلات دائرية وطولية تتقلص بصورة منتظمة, بحسب ما يصلها من نبضات عصبية عن طريق الجهاز العصبي غير الإرادي, وبحسب كمية ونوعية الطعام.
أما مرض القولون فيراد به (القولون العصبي) وهو اضطراب يحدث في عمل القولون بسبب عصبي ـ في الغالب ـ فيؤدي إلى انقباضات قوية, ومتكررة لعضلات القولون ينتج عنها ألم شديد في معظم أجزاء البطن, ويصاحب ذلك اضطراب في وظائف الإخراج ـ أحيانا إمساك, وأحيانا إسهال ـ مع شعور بالامتلاء, والانتفاخ في البطن, واحتباس الريح, وقد يشكو المريض أيضا حموضة, وحرارة في المعدة, وآلاما متنوعة في الجسم كله.
اختلاف الأعراضوتختلف الأعراض ـ نوعا وشدة ـ من شخص لآخر كما يقول ذلك د. الصغير ويضيف انها في الإناث أكثر منها في الذكور بنسبة 3 : 1 في بعض المجتمعات, ولم يعرف على وجه التحديد السبب لذلك, ولكن دراسات طبية أظهرت دور بعض الأطعمة في تهيج القولون, واستثارته, كما توصلت دراسات أخرى إلى بيان الجوانب النفسية ودورها في تفاقم الحالة وشدتها, ولذا يكثر اضطراب القولون لدى الأشخاص الذين يميلون إلى القلق, ويتميزون بالدقة والصرامة, والذين يكبتون مشاعرهم, ويحبسونها في أنفسهم, وأولئك الذين يصابون بمرض الاكتئاب النفسي.
وعن العلاج يذكر د. الصغير انها تشمل العديد من الخطوات منها:
[ تفهم طبيعة المرض, وارتباطه بالنواحي النفسية ـ ويدخل فيها الإرهاق الذهني واضطراب مواعيد النوم ـ والعمل على تفادي هذه الأمور قدر الإمكان. وتنظيم الأكل, وتناول الأغذية المحتوية على الألياف كالخضروات, والفواكه, والقمح كامل القشرة ـ ولاسيما لمن يعانون إمساكا شديدا ـ وتحديد أنواع الطعام التي تستثير القولون, وتهيجه, وتبعث الأعراض ـ كالبهارات مثلا ـ وتفاديها قدر الإمكان.
[ قد تدعو الحاجة إلى استخدام بعض الأدوية إما لتخفيف تقلصات القولون, وإما لعلاج الجوانب النفسية كالقلق, والاكتئاب التي يكون لعلاجها أثر كبير في زوال الأعراض, ويكون ذلك بإشراف الأطباء المختصين.
[ يعد القولون العصبي من الأمراض المزمنة التي تستمر سنوات عديدة ـ تبدأ في أول مرحلة الشباب في الغالب, وتتضح أكثر في عمر ما بعد الأربعين ـ ولا توجد مضاعفات خطيرة له على المدى البعيد, وتنخفض شدة الأعراض, وتكرارها باتباع الخطوات العلاجية المذكورة آنفا .
</FONT c>
------------------
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك
الروابط المفضلة