لفت نظري ذلك الشاب ذو البشرة السمراء ، أقبل وفي مُحيّاه ما يشُدّ الإنتباه
تركت كل من حولي وأرعيت له سمعي وبصري ؟؟!!!
خفق قلبي بشدّة ؟؟؟!!!
حار طرفي ، يالجماله ويالعذوبته ،،
آآآآآآآآهٍ ما أروع منطِقَهُ وبيانه
يالروعة ذلك القلب الذي يحمله بين جوانحه
تحسست صدري ؛ لأرى هل أمتلك قلباً كقلبِه ؟؟!!!
إستوقفتني نبضات تتياطأ .. وكأن بقلبي يقول : كفى دعيني أخفق ، أنبض ، أضخّ دماً
لا تُثقلي كاهلي بيديكِ المُضطرِبتين ،،
أطلقيني من خلف هذه الأضلاع لأشارك ذلك القلب نبضاته .
تركته وأعدت ناظري لذلك الشاب ..
أبحرت في ملامحه ،، فوالذي نفسي بيده إنه كالبشر لايفرق عنهم بشئ ؟؟؟!!!!
بل لايُميِّزهُ شئ يُذكر ..
فلا طول فارع ولا خِصال خِلقيَّة تجعله مُميّزاً عن أقرانه الذين حضروا معه
بل أن هنالك من يمتلك رصيداً كافياً من الوسامة يجعله محطّاً للأنظار ؟؟؟!!!!!
لكِنّه حسن المنطق والبيان ،،
يمتلك قلباً ذهبياً ؟؟!!! لا تعجـــــبوا !!!!
قلبه ليس كقلوب الكثير ممن يقرأ كلماتي هذه
قلبه ليس كقلبي !!!!
أجزم بأن قلبه
حنون
عطوف
دافئ
طيب
عادل
مُجِبّ
مُخلص
صادق
وفيّ
أمين
أرأيتم قلباً كهذا ؟؟؟؟
فمابالكم بمنطِقَهُ وبيانه
أقسِم لكم بأن شفتاه تُخرجُ شهداً
ماينطِقُهُ عذباً ،، قويّاً ذا وقع في النّفس
تسارعت نبضات قلبي
حاولت تهدئته
فإذا بالمآقي تُشرِكَهُ لحظاته
يا إلـــــهي
مالذي أصابني ؟؟؟!!!!!
ولِمَ الدموع ؟؟!!!
أطلقت لها العنان تركتها تنهمر وأنا أتابعه بكل شغف لعلِّي أحظى بقطرات عذبةٍ نديّة يُطلِقها ذلك الثغر
سبحان الله ..
ماكان ذلك الشاب إلاّ أحد طلبة حلقات التحفيظ
سبحان من أنطقه بذلك الصوت النديّ العذب
سبحان من سخّر قلبه لتلاوة كلام الله وحفظِهِ وتدبُّرِ آياته
سبحان الله الذي يسّر له هذه النعمة العظيمة ووفّقه لإتمام حفظه
سبحان من إصطفاه ليكون من أهله وخاصّته
سبحان من جعل قلبه وعاءً يحتوي هذا المُنزل العظيم ..
سبحان الله نعمه كثيرة علينا لكن والله ما أدينا شكرها
أنزل كلامه إلينا في القران بلغتنا لغة أهل الجنّة
وهبنا الألسن فما رددنا وحفِظنا وتغنّينا ؟؟؟!!!!
وهبنا القلوب فما وعينا وإتعظنا ؟؟؟!!!
وهبنا العقول فما تدبّرنا وتفكّرنا ؟؟؟!!!!
يا إلــــــــهي إني مُقصّرة
اللهم إنّك عفو كريم تحب العفو فأعف عنّي
اللهم يامن وهبت أخي هذه النِّعمة فلا تحرمني إياها أنا وكُلّ من يقرأ كلماتي هذه
آآآآهِ ما أروع كلام الله وما أروع مرافقة كتاب الله
فلا راحة ولا أُنس إلا بالإبحار في هذا المحتوى العظيم
هاهو أحد حافظي كتاب الله كان أمامي
رأيت السعادة في مُحياه والفخر كُلّ الفخر إكتسى ملامِحًهُ وهو يقول:
( أحفظ القرآن الكريم كاملاً ولله الحمد )
تأملوها ما أروعها ..
حفظ كلام الله وأثنى عليه
حمده لأنه أصبح من أهل الله وخاصّته
حمل بين جوانحه قلباً مليئاً بآيات الله المُحكمات
فكان خلقهُ كخُلقِ قدوتنا محمد صلى الله عليه وسلّم
بأبي هو وأمي ،، كان خُلقُهُ القرآن
فنهج أخي في الله منهجه وتحلّى بصفاته
فهنيئاً له هذا الفضل العظيم وهذه النِّعمة المُزجاة من ربّ العِباد
هنيئاً له الحِفظُ والتلاوة والتدبُّر
هنيئاً له أنه من أهل الله وخاصّته
بل وهنيئاً لوالديه تاج الوقار يوم القيامة
إنّه حامِلُ للنور
مزدانة حياته بالنّور
ممتلئ قلبه بالنور
فوالله لقد إختار خير رفيق وأفضل أنيس
بشرته سمراء داكنة ؟؟؟!!!!
سيُبدِلَهُ الله خيراً منها جنّة عرضُها السماوات والأرض بإذنِهِ جلّ وعلا
صوته عذب نديّ ،،
سيقرأ ويُرتِّل ويرتقي في الجنّة كما كان يرتل في الدُنيا
لا أُخفيكم سِرّاً بأن قلبي إمتلأ غِبطةً لهذا الشاب
تمنّيت بل دعوت الله أن يمُنَّ علي بمثل ما منّ عليه
فأسأل الله العليّ العظيم الحليم العليم ، الحنّان المنّان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام الحيّ القيّوم
أن يمُنّ علي وعليكم بحفظ كتابه الكريم وأن يجعله نوراً لنا في الدنيا والآخرة وأن يجعلنا من أهل القرآن
اللهم لاتحرمنا الخيريّة (( خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه ))
اللهم لا تحرِمنا إياها وإجعلنا ممن يتلون الكتاب فيتبعونه ويعملون به ويوطِّنونه في شتى مجالات حياتهم
اللهم أعِنا على حفظ كتابك
اللهم أعِنّا على تدبّر آياته والعمل بمقتضاه
اللهم هذه أمنيتي في الحياة فلا تحرمني إيّاها وكُلّ إخوتي وأخواتي في الله
اللهم آآمين ،، آآمين ،، آآمين
هذا هو الشاب ..
حافظ القرآن ..
تغنّى ،، ولعذوبة منطِقِه القلب مال وتثنّى
رعاكم المولى
أختكم في الله
الغزيل
الروابط المفضلة