#مقالتي_في_مجلة_إشراقات
#إشراقات
فاسأل به خبيرا
يقولون:{ ما خاب من استشار }
هذه العبارة تكون صحيحة بالمطلق عندما نستخير الله تعالى، أما فيما بيننا فيحدث أحيانا أن نستشير،
ثم تكون الخيبة نصيبنا بسبب هذه الاستشارة، والسبب غالبا أننا لا نحسن اختيار من نستشير،
لذلك نجد أن القرآن الكريم لم يأمرنا بعشوائية الاستشارة، بل حدد لنا أن نسأل " خبيرا"
الخبير هو من يمتلك الخبرة والمعرفة، والتي غالبا ما تنعكس آثارها إيجابيا على حياته؛
ألا تتفقون معي أنه من غير المعقول أن نستشير الفاشل في حياته وأموره؟!
ويمكننا أن نعرف الخبرة بأنها هي نتيجة التفاعل بين الفكرة التي ننفذها، أو العمل الذي نقوم به، وبين الظروف والوقائع المحيطة بها،
لذا كان حتما على المستشار والناصح أن يكون ملما بتغيرات الزمان والمكان وعلى اطلاع دائم على كل ماهو جديد.
ماذا تقدم لنا هذه الخبرة؟
تعطينا فكرة عن العوائق التي قد تصادفنا في هذه البيئة.
كما تقدم لنا البدائل التي قد نحتاجها.
وترشدنا إلى أقصر الطرق وأكثرها فعالية لتحقيق هدفنا..
لذا فإن هذا الخبير يجب أن يكون خبيرا بالأمر الذي أسأله عنه واستشيره به، وبنفس الوقت خبير بي.
_أما خبرته فيما أسأله عنه فهي تتحصل له إما من تجارب مباشرة خاضها بنفسه، أو من تجارب الآخرين التي اطلع عليها وفهم مكنوناتها،
وأيضا من الدراسة الأكاديمية، وهذا ما نسميه "الاختصاص ".
وكون أحدهم ذي خبرة كبيرة في أحد الاختصاصات، وذي شهرة واسم كبير فهذا لايعني أنه يصلح للاستشارة في جميع الأمور،
وأحيانا يكون للاستشارة نفسها عدة جوانب مختلفة، فلا تكفي استشارة مختص واحد فقط .
_ ويجب أيضا أن يكون على دراية بي، ماهي اهتماماتي، وما هي تفضيلاتي وميولي، وماهي مبادئي، وما الأكثر مناسبة لي،
لأنه في أمور كثيرة قد يكون لدينا العديد من الاختيارات، ولابد من اتخاذ القرار الأنسب.
لذا لاتقبلوا أي رأي أو استشارة أو نصيحة بدون إبداء السبب في ذلك، فإن نصحكم أحدهم بكتاب مثلا فاسأله عن السبب الذي جعله يعجب به،
أو السبب الذي جعله يظن أن هذا الكتاب يروق لك أو يناسبك، وكذلك الأمر في أي موضوع كالدراسة أو زيارة المطاعم وغيرها..
هذا بالإضافة إلى صفات عامة يجب أن تتوفر في شخصية المستشار،
1_وعلى رأسها مخافة الله كي يخلص لي النصيحة قدر ما يستطيع.
2_الأمانة وكتم الخبر وخاصة في الحالات التي تحتاج إلى الكتمان.
3_وأن لا يكون ممن بدت منهم سوء سريرة وضغينة نحونا.
4_وإن استطعتم أن يكون مستشاركم ممن يحمل لكم ودا، فبها ونعمة، لأنه عندها سيستطيع تقدير مشاعركم أيضا،
وكما هو معلوم فإن المشاعر إن أحسنت إدارتها،
فإنها لاتقل أهمية عن العقل..لكن وده لا يكفي، بل الأساس هو الخبرة والعلم..
5_وأخيرا اختاروا وقتا يكون فيه المستشار هادئا وغير مشوش، كي لا تؤثر حالته النفسية على قراره .
وبعد أن أخذنا بكل الأسباب، يبقى التوكل على الله وحده.
من مقالتي في مجلة إشراقات الدعوية
الروابط المفضلة