الحمد لله شرع لنا من الدّين ما تُطهّر به القلوب
وتَزكو به النّفوس ، وتتحقّق به الحياة المطمئنّة
والصّلاة والسّلام على المبعوث رحمّةً للعالمين
نبينا محمّد ، بعثه الله بالحنيفية السّمحة .
أمّا بعد :
فإنّ الشّريعة الإسلامية جاءت بالمحافظة على الأعراض وصيانتها
وأوجب على المرأة الحجاب
وذلك صيانةً لها وتشريفاً لمكانتها حتى تُعرَف بالعفّة والطّهارة
قال الشّيخ صفيّ الرّحمن المباركفوري رحمه الله
إنّ الله تعالى بيّن حكمة الحجاب وعلّته فقال :
" ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ"
"
وقال : وهو أنّ أمّهات المؤمنين كنّ أطهر نساء الدّنيا قلوباً وأعظمهن قدراً في قلوبالمؤمنين
ومع ذلك أُمرن بالحجاب طلباً لتزكية قلوب الطّرفين
فغيرهنّ من النّساء أولى بهذا الأمر "
قال الله تعالى "وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ
قال الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله في المعنى :
" أمر من الله لنساء المؤمنين أن يلقين بالخمار إلقاءً مُحكماً على المواضع المكشوفة
وهي : الرأس والوجه والعنق والنّحر والصّدر وذلك بلفّ الخمار الذّي تضعه المرأة
على رأسها وترميه من الجانب الأيمن على العاتق الأيسر
وهذا هو التّقنّع "
وقال الشّيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" فإذا كانت مأمورةً بأن تضرب الخمار على جيبها كانت مأمورة بستر وجهها إمّا لأنّه من لازم ذلك أو بالقياس
فإنّه إذا وجب ستر النّحر والصّدر كان وجوب ستر الوجه من باب أولى لأنّه موضع الجمال والفتنة ،
فإنّ النّاس الذّين يتطلّبون جمال الصّورة لا يسألون إلا عن جمال الوجه ، فإذا كان جميلاً لم ينظر إلى ما سواه نظراً ذا أهميّة ،
ولذلك إذا قالوا " فلانة جميلة " لم يفهم من هذا الكلام إلا جمال الوجه ، فتبيّن أنّ الوجه هو موضع الجمال طلباً وخبراً
فإذا كذلك فكيف يُفهم أنّ هذه الشريعة الحكيمة تأمر بستر الصّدر والنّحر ،
ثم ترخّص في كشف الوجه ؟ "
الروابط المفضلة