وكنّ يخرجن لأجل الصّلاة مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ؛
فقد روت عائشة رضي الله عنها : " كن نساء المؤمنات ،
يشهدن مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صلاة الفجر ، متلفّعات بمروطهنّ ،
ثمّ ينقلبن إلى بيوتهنّ حين يقضين الصّلاة ، لا يعرفهنّ أحد من الغلس "
رواه البخاري
هذا الواقع الذّي كانت تعيشه المرأة ملتزمة بالجلباب ومتلفّعة به في المجتمع النّبوي
جعل الحاجة إلى رؤية المرأة والنّظر إليها مطلباً مهمّاً للرّاغب في الزّواج ؛
وهو ما تُبيّنه لنا رواية زواج المغيرة بن شعبة ؛ حيث قال :
" أتيت النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم فذكرت له امرأة أخطبها .
فقال :" اذهب فانظر إليها ؛ فإنّه أجدر أن يؤدم بينكما ".
فأتيت امرأة من الأنصار فخطبتها إلى أبويها ، وأخبرتهما
بقول النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم ؛ فكأنّهما كرها ذلك .
قال : فسمعت ذلك المرأة وهي في خدرها ؛
فقالت : إن كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمرك أن تنظر؛ فانظر ، وإلا فأنشدك .
كأنّها أعظمت ذلك . قال : فنظرت إليها ؛ فتزوجتها . فذكر من موافقتها
رواه أحمد
واستمرت عادة نساء المسلمين على ستر وجوههن ومنه النّقاب على مرّ الأزمان
ومختلف العصور ، وفي سائر أقطار البلاد الإسلامية
وإليك البرهان من أقوال الأئمة والعلماء :
1- قال الجصاص ، أبو بكر أحمد بن علي الرّازي ،
الحنفي المذهب ، عاش في القرن الرّابع الهجري متنقّلاً بين نيسابور
وأصفهان وبغداد التي مات فيها :
" المرأة الشّابة مأمورة بستر وجهها عن الأجنبيين وإظهار
السّتر والعفاف عند الخروج لئلا يطمع أهل الرّيب فيهنّ "
2- وقال أبو حامد الغزالي ، الشّافعي المذهب عاش في القرن الخامس الهجري
متنقّلاً من طوس إلى نيسابور إلى بغداد إلى الشّام ثمّ إلى خراسان
التّي توفّي بها : " لم يزل الرّجال على ممر الزّمان مكشوفي الوجوه ، والنّساء يخرجن منتقبات "
3- وقال الإمام النّووي ، يحي بن شرف النّووي ، الشّافعي المذهب
المتوفّى سنة 676 هـ ، عاش في القرن السّابع الهجري
ولد وتوفّي في سورية :
" ووجهه الإمام أي : إمام الحرمين الجويني ،
عاش في القرن الخامس الهجري متنقّلاً بين مصر والشّام واستقرّ في نيسابور
باتّفاق المسلمين على منع النّساء من الخروج سافرات ، وبأنّ النّظر مظنّة الفتنة ،
وهو محرّك للشّهوة ؛ فالّلائق بمحاسن الشّرع سدّ الباب فيه ،
والإعراض عن تفاصيل الأحوال "
4- قال بكر أبو زيد
" كان عضو الّلجنة الدّائمة للإفتاء بالمملكة العربية السّعودية ،
توفّي سنة 1429هـ "
" لما نزلت هذه الآية .. آية : " فاسألوهن من وراء حجاب "
حجب النّبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - نساءه ، وحجب الصّحابة نساءهم ،
بستر وجوههن وسائر البدن والزّينة المكتسبة ، واستمرّ ذلك في عمل نساء المؤمنين ،
هذا إجماع عملي دال على عموم حكم الآية لجميع نساء المؤمنين "
5- وقال الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني
الشافعي المذهب " 773- 852 هـ ، عاش في النّصف الأخير من
الثّامن والنّصف الأول من التّاسع أصله من عسقلان بفلسطين
وولد ومات بالقاهرة وكان قد تنقّل بين الحجاز واليمن :
" ولم تزل عادة النّساء قديماً وحديثاً يسترن وجوههنّ عن الأجانب "
الروابط المفضلة