إلى زوجتي في الجنه ...
هل من المعقول أن أكتب؟! بل هل من المعقول أن أحب؟!
أعرف أنَّ كثيرًا من الناس لا تحب التفكيرَ في المشاعر، بل إنَّ منهم مَن يتعمَّدُ إخفاءها، وأظن أنَّ هناك غيرَهم إذا فكَّر في مشاعرَ أو أحسَّ بها فإنه يفضل عدم إظهارِها فهو يتقن فنَّ الكتمان أم هل أقول الحرمان؟
بل وتجد أنَّ أكثرَ مَن يحبون يتفننون في إظهارِ هذه المشاعر فتجدهم محترفين في نقل عواطفهم، متعمقين في أنفسهم للوصول إلى حقيقة مشاعرهم، ثم تجدهم ينطلقون وهم متمكنون من هذه المشاعر، وهؤلاء على صنفان؛ أحدهما طيب والآخر خبيث، أما الخبيث فهو ممثل فَنَّان ومدلس فِنَّان يعلم أنَّ غرضه من الحب الفرح، ومن الفرح المباهاة، ومن المباهاة التمتع، ومع التمتع لا يهتم بالألم.. هذا الألم الذي يسببه جرح الحقيقة في نهاية اللعبة أو هل أقول في نهاية المسرحية، فهذا الصنف الخبيث له عندي في قصتي مثال فليبحث عنها لعله تذكره.
أما الصنف الآخر فهو الصنف الطيب، وهو البريء اللطيف، أو الجريء العفيف.. هذا الصنف الذي يحب ولا يستطيع التعبير أو يعشق ولا يتمكن من الإفصاح.. هذا الصنف الذي لو اكتشفته بنات حواء لتمنوا ألا يتزوجوا إلا منهم، هذا الصنف الذي إن أحبَّ وَهَبَ وإن عَشِقَ أفنى نفسه وعمره، لم يبخل بما يملك إلا رغبةً في رضا
محبوبه وعاشقه.
يا زوجتي....؛؛
أُحبكِّ قبل أن أراكِ، أشكو إليكِ طمعًا في حنينكِ، أُناجيكِ أملاً في دعائكِ.
وفي هذه السطور القادمة لعلكِِِ تدركين مدى قسوة الدهر على قلبي ومدى استهانة بناتِ حواء من حبي، ولعلكِ تشعرين معي بلوعة الفراق أم هل أقول قسوة الامتهان؟ فها أنا أقتربُ منهم طامعًا في خدمتهم وهم يرفضون ويمتنعون!! وها أنا أبكي من قسوتهم وهم يتعجبون ويسخرون!! وها أنا صاحب الحب والفن والقلب والعقل وهم لا يرون
فيَّ إلا كلَّ معيب!!
هل تتخيلين ذلك حبيبتي؟! ليس لي إلا رحمة الله سبحانه ولطفه بي وعفوه وغفرانه.. تأملتُ كثيرًا من حال النساء فلم أجد منهن مَن هي صاحبة العقل والدين، ثمَّ وجدتها واحدة فواحدة.. نعم.. واحدة فواحدة.. بل أكثر من واحدة.
وجدت منهن ثمانية عشرة قصة سأتلوها عليك لتعلمي كيف يُقاسي زوجكِ
وحبيبكِ في هذه الدنيا.
كيف أعاني من مجرَّد التفكير في الحصول على زوجة.. هذه الزوجة التي يجب أن تتأكد أن حياتها معي ستكون كحياةِ الملوك، وإنها عندي ستكون المتوجة على العرش، فهي صاحبة قلبي ومالكة عرش حبي فهي زوجتي وهي حبيبتي فهي مني وأنا زوجها، ستكون مني كما قال الله عز وجل عنها;وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا; (الروم: من الآية 21).
فهي في النعيم قائمة وعليَّ الإكرام دائمة، فهي زوجتي وحبيبتي، لن أفتأ أستشيرها ولن أملَّ من ذكرها، ولن أتردد في شكرها، ولن أتوانى في حبها، ولن أهمل كلامها، وسأكون لها كالحارس أو لعرشها كالخادم.
وهي في المقابل أعرف أنها ستكون في نعيم وسؤدد، فهي جوهرة التاج الأسري، وستعمل على خدمة مملكتها والحفاظ على عرشها، وستكون في الراحة ملتاعة، وعن الكمال باحثة بقناعة.
تصل ليلها بنهارها في خدمة زوجها وفي راحة حبيبها، تعلم أنَّ حبه لها طاقة تعينها، وأنَّ خدمته لها واجب عليها لا لها، وأن اقترابه من مهدها طاعة لربها، هذه الزوجة العاقلة الواعية ذات الدين والدنيا، صاحبة القرار الحميد والرأي السديد، تجعل حديث النبي- صلى الله عليه وسلم-: "لو كنت أمر بشرًا أن يسجد لبشر
لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها".. تجعل هذا الحديث نبراسًا لها يضيء طريقها.. تفكر ليلاً كيف تُعين زوجها وتعمل نهارًا انتظارًا لأميرها ..
منقول عن قلم
الدكتور نزار كمال
و بالمناسبة وجدت للدكتور رابط فيه نموذج تجريبي من هذا الكتاب ، و قد وجدته قد أذن بنقله على الإنترنت دون طباعته .. و هاي الرابط .
منقول للفائدة عن
الدكتور نزار كمال
الروابط المفضلة