صَدَى الصَّمْت

أبَى الصَّمتُ إلاّ أن يخرجَ عن المألوف....

رفض هذه المرَّة أن يبْقى ساكناً ...

دائماً ما يتَّخذُ إحدى زوايا القلب مسْكناً ومقرّاً له

ركناً يقبعُ فيه ...

تمرَّد على طبيعته وصفته الملازمة له

تمرَّد على مشاعرَ رفضت أن تُتَرْجَمَ ، فاتخذت من الصمت ملاذاً وسكنا يعبِّر عنها

فالفرحُ صمت..... ، والحزن صمت..... ، والألمُ صمت....

آآه ما أقسى صمت الألم ، آهات مكبوتة تتردَّدُ بين حنايا القلب وثناياه

فتُدْميه ، يبعث بها القلب إلى العين ، فتُبْكيها ....

كثيراً ما تأبى المشاعرُ أن تُعبِّرً عن مكنونها ، خوفاً الأّ تصل إلى هدفها

فتتراجع في اللحظة الأخيرة ..

فتتقوقع على نفسها في بوتقةٍ أطلِقَ عليها..........الصمت

اتخذت من أعماق القلب مكاناً لها...

يا لهذا القلب المسكين ، تتراكم به المشاعر والأحاسيس الصامتة

يتحمل آلامها وسرعان ً ما يدفنها في ذاكرةٍ تتجمع بها عذاباتٍ صامتة

تتجرع المرَّ أياما وسنين عديدة

هذه المرة ، استجمع الصمت كلَّ قوَّته ، استدعى بقايا من شجاعته

فالألم هذه المرَّة أشدُّ من أن يُحْتمَل ، لن يبقى صامتاً

صرخَ ....... وصرخَ......وأخذ يصرخُ عالياً.......

تمرَّدَ على نفسه ، انتفضَ على الألم ، خاض حرباً على ضعفه.....

خرجت آآه قويَّة ، مدويَّة ، تعدَّت حواجز القلب...

واخترقت جدار سجنٍ بعمق حزن المشاعر

أخذ صداها يتردَّدُ بين الثنايا

قلوب المحبين..

فقط... من سمعها ....

هم وحدهم من استجاب لها....

التفَّت قلوب الأحبة لتواسي جراح صمتٍ طال أمده..

تخفِّف عنه وقع ألمٍ قسا عليه...

تُعبِّر عن محبتها له ، تَشُدُّ من أزرِه

تقول .....نحن هنا...إلى جانبك

لقد سمعنا صدى صمتك.....

إهداء من قلبي .........لأحبتي